ممثل مفوضية اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي الأستاذ خالد خليفة: “ما تبذلونه من عطاء هو شريان حياة لملايين الأسر حول العالم”

يونيو 4, 2021
في لقائنا هذا نستعرض مع ممثل مفوضية اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي ومستشار المفوض السامي للتمويل الإسلامي، خالد خليفة، أثر شراكات المفوضية الاستراتيجية والتعاون الوثيق مع دول مجلس التعاون الخليجي والأفراد في تقديم المساعدة للاجئين والنازحين في أماكن مختلفة حول العالم. كما نتحدث عن أبرز التحديات الحالية التي يواجهها اللاجئون والمفوضية.

ما هي أكبر التحديات الحالية التي يواجهها اللاجئون والمفوضية، واللجوء بشكل عام؟

تواجه المنظمات الإنسانية ومن بينها مفوضية اللاجئين تحديات كبيرة في ما يخص التمويل، وذلك مع ارتفاع عدد الأشخاص الذين هم بحاجة للمساعدة، وخصوصاً عندما نعرف أن هناك أكثر من 80 مليون شخص قد نزحوا قسراً عن ديارهم وبحاجة للمساعدات بكافة أشكالها، كالمأوى والطعام والتعليم والخدمات الصحية، وغيرها من المساعدات.

وما يزيد من تلك التحدّيات والصعوبات، هو أن الغالبية العظمى من اللاجئين يعيشون في بلدان نامية تواجه أصلاً تحديات اقتصادية واجتماعية صعبة؛ منها دول متضررة من انعدام الغذائي وأخرى لديها أنظمة صحية ضعيفة أو غيرها من المشكلات. وبالتالي فتحتاج هذه البلدان للدعم المستمر والتضامن من قبل المجتمع الدولي ليتمكّنوا من مواجهة تلك الأزمات المضاعفة.

وفي سياق آخر مرتبط بتضاعف التحدّيات على قضايا اللجوء والنزوح القسري حول العالم، هو طول أمد العديد من الأزمات التي لا تجد طريقها للحل، فهناك 77% من اللاجئين عالقون في أوضاع نزوح ممتدة منذ سنوات وأحياناً عقود، مما يجعل الحاجة لتقديم المساعدة لهم مستمرة، خاصة مع تغير احتياجاتهم بمرور الوقت.

ما نوع الدعم الذي تتلقاه المفوضية من الحكومات، وخصوصاً في دول مجلس التعاون الخليجي؟

تعتمد مفوضية اللاجئين بشكل شبه كامل على المساهمات الطوعية المقدمة من الحكومات والمؤسسات الحكومية الدولية إضافة إلى القطاع الخاص. وتتيح لنا هذه المساهمات استخدام الأموال في المجالات المختلفة وتوفير الضروريات الأساسية لملايين اللاجئين والنازحين في كافة أنحاء العالم.

كذلك، تعمل المفوضية في تنسيق كامل بين الحكومات ومنظات الأمم المتحدة الأخرى والهيئات المختلفة، ولابد أن يتوفر الدعم اللوجستي من الحكومات لكي نتمكن من القيام بعملنا. وفي كثير من الأحيان تكون الجهات الحكومية هي الشريك الأساسي لوضع خطط الاستجابة للاجئين وتنسيق الجهود المشتركة لضمان اتساق وتكامل الاستجابة الإنسانية لأوضاع اللاجئين الواسعة النطاق أو المعقدة.

وإذا أردنا الحديث عن دول مجلس التعاون الخليجي، كخير مثال، فالمفوضية تحظى بشراكات استراتيجية وتعاون وثيق مع والهيئات الحكومية والإنسانية العاملة في هذه الدول، ما يمكّننا من تقديم المساعدة للاجئين والنازحين في أماكن مختلفة حول العالم. وتدعم هذه الجهات جهود المفوضية في إقامة المشاريع وتنسيق الجهود الإنسانية الأساسية كالمأوى والغذاء والخدمات الصحية، وكذلك التنموية، كالتعليم والبنية الأساسية وسبل كسب العيش.

ما الدور الذي تلعبه المفوضية في ما يخصّ الشراكات مع المؤسسات الدولية والمحلية الأخرى؟

تقود المفوضية جهود العمل الدولي من أجل حماية الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من ديارهم بسبب النزاعات والحروب والاضطهاد، وتعمل مع كافة المؤسسات الدولية كمنظمات الأمم المتحدة الأخرى لتقديم الخدمات في القطاعات المختلفة، مثلا ننسق الجهود مع برنامج الأغذية العالمي من أجل توفير الغذاء والمياه للاجئين، ومع منظمة اليونيسيف فيما يتعلق بتعليم الأطفال اللاجئين، وغيرها من المنظمات الدولية.

وفيما يتعلّق بالشراكات مع المؤسسات المحليّة، فعلى سبيل المثال، تعمل المفوضية في تعاون تام وتنسيق مشترك مع العديد من المؤسسات في دول مجلس التعاون الخليجي نذكر منها: مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (في المملكة العربية السعودية)، مؤسسة القلب الكبير (في دولة الإمارات العريبة المتحدة)، مؤسسة قطر الخيرية وصندوق الشيخ ثاني بن عبد الله بن ثاني آل ثاني الإنساني (في دولة قطر)، ومؤسسة تنمية الخيرية و جمعية الشيخ عبدالله النوري وبيت الزكاة و جمعية صندوق إعانة المرضى (في دولة الكويت). وقد ساهمت هذه المؤسسات بشكل كبير في في تمويل مشاريع مشتركة تهدف لدعم اللاجئين والنازحين السوريين، والنازحين في العراق، واللاجئين الروهينغا، والنازحين في اليمن وغيرهم.وبالإضافة إلى ذلك، تحظى المفوضية بدعم كثير من الشركاء في القطاع الخاص ورواد العمل الخيري والأفراد في منطقة الخليج العربي.

لقد حقق صندوق زكاة اللاجئين انجازات كبيرة في الأعوام الماضية، فكيف تنظرون إلى آلية تطوير هذا الصندوق ؟

نحن نسعى إلى إستخدم التكنولوجيا بصورة أكبر لمساعدة المتبرعين وتسهيل علية التبرع والدعم عليهم. لذلك، افقد أطلقنا تطبيقاً ذكياً خاصاً، اسمه Givezakat ، يمكن تحميله على الهواتف الجوّالة، سواء كان أنظمة تشغيلها Andriod ، IOS، أو Hauawei. ومن خلال هذا التطبيق، يمكن للمتبرع حساب ما يجب عليه دفعه من أموال الزكاة، وبإمكانه أيضاً من خلال البرنامج تحديد الدولة التي يرغب في توزيع زكاته فيها. بعد ذلك يمكنه تتبع سير عملية التبرع وكيف تصل تلك الأموال لمستحقيها واستصدار تقارير الأثر وما إلى ذلك.

أين تذهب أموال الدعم التي يتم تقديمها للمفوضية؟

تساعد الأموال التي تتلقاها المفوضية على توفير الحماية والمأوى وغير ذلك من أشكال المساعدة. نتبع معايير عالية من الشفافية في إعداد التقارير وتحديد الميزانيات بالتفصيل لكافة برامجنا بناءً على تقييم ميداني تجريه فرق عملنا، إذ يعمل موظفو المفوضية على نحو وثيق مباشرة مع اللاجئين والنازحين، حيث يوجد 90 في المائة من قوتنا العاملة في مواقع ميدانية. وللاطلاع على مزيد من التفاصيل عن ميزانية المفوضية، لدينا تقارير سنوية تفصيلية متاحة للجميع.

هل يمكن للأفراد تقديم تبرعات عينية عبر المفوضية؟ وما هي طرق الدعم المتوفّرة وما مدى سهولة تقديمها، وإمكانية متابعة أثرها من قبل الداعمين؟

كل دعم، مهما كان نوعه هو محط تقدير من قبلنا، لكن لوجستيات جمع التبرعات العينية من مواقع مختلفة كثيرة وإرسالها إلى مخيمات اللاجئين لن تكون فعّالة. وما نحتاج إليه أكثر من غيره في الوقت الراهن، من أجل دعم هؤلاء اللاجئين خصوصاً في ظل الأزمات الممتدة التي تحيط بنا، هو تبرعات نقدية حتى نتمكن من تقديم أنسب مساعدة لهم، كي يقرروا هم شراء ما يحتاجون إليه وفق أولياتهم. هناك مؤسسات تقدم مساعدات عينية، لكن كأفراد فإن الطريقة الأمثل هي تقديم التبرع المادي. يتم التبرع من خلال منصاتنا، كما يمكن تحديد الأزمة الإنسانية التي يرغب المتبرع توجيه تبرعه إليها. سواء عبر منصة الزكاة zakat.unhcr.org أو صفحة التبرعات العادية giving.unhcr.org

وعند التبرع، هناك فريق متخصص بعلاقات الداعمين يتابع عن كثب كل تبرع ويتواصل مع كل متبرع بشكل شخصي عبر الطريقة التي يفضلها المتبرع ( الايميل، الهاتف..) ويتم إشراك المتبرعين بالنشرات الدورية وتقارير خاصة عن كل حملة.

ختاماً أستاذ خالد، هل هناك رسالة تودّ أن توجهها للداعمين؟

كلمة شكراً وحدها قد لا تكفي لمن أعطى هذه القضية الإنسانية الملحة من قلبه وماله. وأقول للجميع “تفاءلوا بالخير تجدوه.” نحن متفائلون بأننا، وكما تمكنا من مساعدة أكثر من 2 مليون شخص في ظروف صعبة في العام الماضي، فسنتمكّن بفضل الله وبفضل دعمكم أن نصل بالمساعدة إلى عدد أكبر بكثير هذا العام.

قد تأتي لحظات نشعر بها جميعاً أننا عاجزون عن فعل المزيد. أقول لكم أن صدقاتكم وزكواتكم وتبرعاتكم تحدث في كل يوم فارقاً كبيراً في حياة الأسر التي نعتني بها في المفوضية. تفاءلوا واستمروا بالمساعدة، فما تبذلونه من عطاء هو شريان حياة لملايين الأسر حول العالم التي انقلبت حياتها رأساً على عقب في مجرّد ثواني.

/ In Blog Posts Cat Ar, Staff interviews / By Therese Abed El-Massih / التعليقات على ممثل مفوضية اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي الأستاذ خالد خليفة: “ما تبذلونه من عطاء هو شريان حياة لملايين الأسر حول العالم” مغلقة