مقابلة مع بيلي ستيلجيس، مسؤول العمل الخيري الإسلامي في وحدة شراكات القطاع الخاص للمفوضية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ

مارس 26, 2021

بفضل التبرعات الكريمة عبر صندوق الزكاة للاجئين في العام 2020، تمكنّا من مساعدة آلاف الأسر اللاجئة والنازحة في بلدان عدّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا وأفريقيا.

في مقابلة مع مسؤول العمل الخيري الإسلامي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بيلي ستيلجيس، يشرح عن كيفية استجابة المفوضية لاحتياجات اللاجئين والعائلات النازحة في منطقته، وكيف أن نمو العمل الخيري الإسلامي يغيّر حياة اللاجئين حول العالم، حيث أصبحوا أكثر عرضة للخطر نتيجة جائحة كوفيد-19.

  1. ما هو الوضع الحالي للاجئين؟

يوجد حاليًا 170,000 لاجئ في ماليزيا، 45٪ منهم هم نساء وأطفال، وهم في أمس الحاجة إلى الدعم لتغطية بدل السكن وفواتير المستشفيات ونفقات التعليم. بسبب القيود القانونية ونقص المهارات، لا يستطيع اللاجئون العثور على عمل والدراسة في ماليزيا مما يجعل كسبهم الدخل لإعالة أنفسهم أمراً شديد الصعوبة – وهو ما يؤدي إلى زيادة فقرهم.

  1. كيف يمكنك وصف الوضع الحالي في البلد الذي تعمل فيه؟

شهدت ماليزيا إغلاقين رئيسيين، ما أدّى إلى تقييد الحركة وتوفير الخدمات غير الأساسية لعدة أشهر في كل مرة. وقد أدى ذلك إلى انخفاض كبير في فرص العمل والدخل للعديد من اللاجئين، مما جعل العديد منهم غير قادرين ماليًا على تغطية بدل السكن والطعام والنفقات الطبية لهم ولعائلاتهم.

بسبب الإغلاق، لم يتمكن العديد من الأطفال من الذهاب إلى مراكزنا للاستفادة من برامج التعليم البديل، وهو ما أدى إلى تباطؤ التقدم الذي حققناه حتى الآن في هذا المجال. امتلأت 90٪ من المراكز الطبية في أنحاء البلاد بسبب جائحة كوفيد-19 مما دفع الحكومة إلى إصدار موازنة العام 2021 بمثابة حزمة إعادة تحفيز لتنشيط الاقتصاد وتشغيله.

ومع ذلك، فإننا نتوقع ان الوضع لن يستقر قبل العام 2022 بسبب توفير اللقاح وطرح حزمة التحفيز على مراحل خلال السنة.

  1. كيف تستجيب المفوضية للأزمة الحالية؟

على مستوى التعليم – تم إقفال العديد من المدارس بسبب الإغلاق، وكان على المدارس التي لم تقفل العمل وفقًا لبروتوكولات تباعد اجتماعية صارمة للغاية. مع هذه المعايير – لا يستطيع العديد من الأطفال اللاجئين الذهاب إلى المدرسة وسيخسرون التقدم الذي تم إحرازه حتى الآن. لذلك، اشترت المفوضية في ماليزيا 2000 جهاز حاسوب محمول / جهاز لوحي – بما في ذلك خطط البيانات، ودرّبت أكثر من 800 معلم، ووضعت مناهج أساسية للتعليم الإلكتروني بهدف المساعدة في إعادة تأمين التعليم للاجئين.

في مجال الرعاية الصحية – تواصل مفوضية اللاجئين بذل جهود كبيرة مع شركائها، لتوفير رعاية صحية بديلة. وتقدم عيادة تابعة لمنظمة غير حكومية شريكة خدمات رعاية أولية متكاملة في كوالالمبور، بما في ذلك خدمات الصحة النفسية والتثقيف الصحي المجتمعي وعلاج الخط الثاني، لكن يبقى هذا بعيد كل البعد عن تلبية الاحتياجات الشاملة للاجئين في ماليزيا.

أما في مجال التسجيل – يجد العديد من اللاجئين أن صلاحية بطاقات المفوضية الخاصة بهم ستنتهي قريبًا أو أنهم قاموا بتحديد مواعيد مقابلات معنا في مكتبنا في كوالالمبور لكنهم موجودون في ولاية أخرى ولا يمكنهم القدوم إلينا بسبب الإقفال. لحل هذه المشكلة، تقوم المفوضية في ماليزيا ببناء مراكز توعية في جوهر بهرو وبينانغ لمساعدة الأعداد الكبيرة من اللاجئين في هذه الولايات للاستجابة لمخاوفهم وتجديد بطاقاتهم.

“اللاجئون يريدون الأشياء ذاتها التي نريدها نحن – مكانًا آمنًا للنوم وطعامًا جيدًا وأدوية إذا لزم الأمر ومدرسة جيدة للأطفال.”

  1. ما هو التحدي الأكبر الآن؟

يعد نقص التمويل مشكلة كبيرة حيث وقع العديد من اللاجئين في فقر مدقع ومن دون إمكانية للخروج عليه. وتم توجيه الموضوع العام للدعم نحو السكان المحليين وفق موازنة العام 2021. هذا لا يعني أنه من المستحيل الحصول على تمويل، ولكنه يعني أن الأمر أصبح أكثر صعوبة.

  1. كيف سيؤثر ذلك على عائلات اللاجئين؟

يتعين على عائلات اللاجئين الآن أن تعيش بأقل من مواردها المعتادة. سيصبح اللاجئون المهمّشين بالأصل، أكثر تهميشًا وسيحتاج الكثير منهم إلى العلاج والمتابعة للتعامل مع ضغوط جائحة كوفيد-19.

  1. ما هي الآثار المترتبة على النقص في الدعم / التمويل؟

نقص التمويل يعني أننا لن نتمكن من تمويل منهج التعلّم الإلكتروني والأدوات اللازمة لتحقيق ذلك. وهذا يعني أن الأطفال اللاجئين في ماليزيا ستأخرون في دراستهم ما قد يؤثر سلبًا على وظائفهم المستقبلية وانتقالهم إلى التعليم الثانوي / العالي.

وهذا يعني أيضًا أنهم لن يكونوا قادرين على تحمل تكاليف العلاجات الطبية والأدوية التي يحتاجون إليها للتحسن. سيؤدي ذلك إلى المزيد من الأمراض وزيادة فترة التعافي بشكل كبير. سيركز اللاجئون أكثر على الضروريات مثل بدل السكن والطعام قبل الأدوية مما يعرضهم لخطر أكبر، خصوصًا إذا كانوا بحاجة إلى هذه العلاجات.

  1. كيف يمكن للأشخاص المساعدة؟

من الممكن المساعدة بطريقتين مختلفتين:

أولًا، رفع مستوى الوعي – إذا كان لديك عدد كبير من المتابعين، انشر الكلمة. إذا كنت شركة كبيرة وتملك علاقات جيدة بالشركات الأخرى وتنظم ندوات عبر الإنترنت في الكثير من الأحيان – فلماذا لا تدعونا للتحدث ومشاركة جزء صغير عما نقوم به لمساعدة اللاجئين في ماليزيا. إذا اخترت أن تكون إلى جانب وكالة اللاجئين الأولى في العالم وتظهر تضامنك مع قضية اللاجئين، سيساعد هذا في رفع قيمة مؤسستك أو علامتك التجارية الشخصية.

ثانيًا، تقديم مساهمة مالية – يمكن القيام بذلك كمنحة لمرة واحدة أو يمكن جمعها من خلال آليات التمويل الجماعي. في الحقيقة، إن إنقاذ الأرواح مكلف ونود أن تكونوا جزءًا من الحل للمساعدة في إحداث الفارق. فمعظم اللاجئين يعيشون في مستوى أقل بكثير من إمكانياتهم في ماليزيا – لذلك كل مساهمة ستصنع فارقاً كبيراً.

  1. ما هي الرسالة التي تود نقلها نيابة عن المحتاجين في بلد عملك؟ خصوصًا اللاجئين والعائلات النازحة؟

اللاجئون بشر أيضًا، وهم يريدون الأشياء ذاتها التي نريدها نحن – مكانًا آمنًا للنوم وطعامًا جيدًا وأدوية إذا لزم الأمر ومدرسة جيدة للأطفال. إنهم في غاية الامتنان لأي مساهمات تُمنح لهم لأنهم يعرفون مدى صعوبة كسب الدخل.

عندما تحدثت إلى اللاجئين في ماليزيا، أخبروني عن مدى امتنانهم لوجودهم في ماليزيا ومدى روعة الشعب الماليزي. إنهم يرغبون بشدة في المساهمة بدورهم إذا أتيحت لهم الفرصة.