لقاء مع تيبو… رحلة ملؤها الصبر والعزيمة والإلهام!

فبراير 1, 2024

الخلفية: كنت في سن الثالثة عشر عندما بدأت الحرب الأهلية في سيراليون في مارس 1991. تعرضت قريتي للهجوم في إبريل 1991 – كانت تجربة مروعة ومؤلمة لا أتمناها لأي شخص. قبل الحرب، كانت القرية مجتمعًا سلميًا جدًا. بعد إبريل 1991، اضطربت طفولتي، ومن إبريل حتى أكتوبر 1997، كنت نازحاً داخليًا مع عائلتي.

كيف كانت تجربة النزوح؟ لقد كنت نازحًا داخليًا في عدة مناسبات خلال سنوات الحرب الأهلية في سيراليون من عام 1991 إلى 1997. كانت تجربة رهيبة لأنك لم تعد في بيئتك المحلية أو مدينتك أو بين الأشخاص الذين تعرفهم. فقدت أشخاصًا بسبب مقتلهم – إنها تجربة فظيعة لا تزال معي حتى اليوم. فقدت أحد أفراد المجتمع الذي كان صديقًا لوالدي؛ لقد تم ذبحه وقتله بطريقة وحشية. شاهدت ورأيت أعمالاً فظيعة ارتكبت ضد المدنيين العزل أثناء الحرب في سيراليون

هل يمكنك مشارك تفاصيل رحلتك إلى غانا؟ لقد كنت محظوظًا بأنني تمكنت من الهروب واللجوء إلى غانا في أكتوبر 1997 عندما كنت في سن الثامنة عشرة. كنت محظوظًا لأنني تمكنت من الهروب وحدي مع عائلة ومجموعة من الأولاد. لا أزال أتذكر الحاجز وتوقف السيارة. رأيت رجالاً مسلحين قادمين من بين الأشجار و كان بينهم فتى مسلحاً في سن المراهقة تم القبض عليه و تجنيده.

كان زميل دراستي، وهذا كان يعني أمرين: إما أنهم سيقومون بإيذاء جميع من في السيارة حتى لا أخبر أي شخص بأنني رأيته، أو أنهم كانوا سيتركوننا نمضي في سبيلنا. عادةً، عندما توقف الفصائل المسلحة السيارات، ينهبون ويؤذون الناس. قمت بتبادل النظر معه، وعندما رآني، طلب من زميله أن يرفع الحاجز لكي نستطيع التقدم والذهاب. كنت أعلم أن الله كان يحميني؛ لا أزال أتذكر كيف شعرت في ذلك اليوم. هربت من سيراليون عبر غينيا وساحل العاج (كلاهما بلدان ناطقان بالفرنسية) إلى غانا حيث كانت اللغة الإنجليزية هي اللغة الرئيسية. عند وصولي إلى غانا، شرحت لضباط الهجرة الوضع الذي كنت أهرب منه في سيراليون، وأكدوا لي  أنني سأكون بأمان وسمحوا لي بالدخول.

كيف بدأت رحلتك مع مفوضية اللاجئين؟ وصلت إلى غانا في 4 أكتوبر 1997. كان ذلك في عطلة نهاية الأسبوع، وأخذوني إلى مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للإعلان عن وجودي حتى أتمكن من الحصول على وثائق تعريف. تم تخصيص إقامة مؤقتة لي من 4 أكتوبر 1997، حتى 26 يناير 1998، انتظاراً لحصولي على الموافقة على وضعي كلاجئ. تم نقلي إلى مخيم كريسان في غربي غانا عندما منحتني هيئة لاجئي غانا وضع اللاجئ. أتذكر أنني كنت أذهب إلى مكتب المفوضية كل أسبوع لأتقدّم بطلب للدراسة لأنني أردت أن أكون في المدرسة عوضاً عن إهدار وقتي بدون دراسة. في مارس 1998، نجح مسؤول التعليم في المفوضية أخيراً في تأمين قبول لي في مدرسة تيما الثانوية، التي كانت تتيح إقامة داخلية. بدأت دراستي من جديد في المدرسة الثانوية العليا، عبر برنامج يمتد لثلاث سنوات. تخرجت في ديسمبر 2000 وعدت إلى مخيم كريسان للاجئين لأنه كان الإقامة الوحيدة المضمونة والمتاحة لنا. لم أتمكن من متابعة دراستي في الجامعة لأن التمويل المتاح للتعليم الجامعي كان محدودًا في عام 2001.

كيف أثرت عملية إعادة توطينك إلى أستراليا على رحلتك التعليمية؟ في عام 2004، تمت مقابلتنا، وتم اختيار اسمي للانتقال إلى أستراليا. في فبراير 2005، انتقلت إلى أستراليا، والتي كانت مختلفة تمامًا ولكنها كانت مليئة بالأمل والفرص.

أبلغت السلطات برغبتي في الالتحاق بالجامعة لأنني كنت قد أكملت دراستي الثانوية في غانا بدعم من برنامج منح التعليم في مفوضية اللاجئين، تقدمت بطلب وتم قبولي في جامعة فليندرز لدراسة العلوم السياسية والعلاقات الدولية. بدأت الدراسة في الجامعة في عام 2006 وتخرجت في عام 2009

متى وكيف بدأت رحلتك المهنية مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين؟

بدأت رحلتي المهنية مع مفوضية اللاجئين في عام 2009 بعد أن تألقت في مقابلة عمل لجمع التبرعات المباشر (وجهًا لوجه). بدأت في جمع التبرعات في جميع أنحاء أستراليا لمدة عامين. لعبت دورًا رئيسيًا في توسيع نشاط مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في استراليا من خلال إنشاء وقيادة أول فريق داخلي لجمع التبرعات وجهًا لوجه في بريسبان، والذي يتألف في الدرجة الأولى من لاجئين سابقين تمت إعادة توطينهم.

في عام 2019، انتقلت مع المفوضية لإنشاء وإدارة نفس البرنامج (برنامج جمع التبرعات وجهًا لوجه) في جنوب أفريقيا وغانا ونيجيريا. بعد إتمام المهمة بنجاح، تم نقلي في يوليو 2022 إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. اليوم، خلال إقامتي في دبي وعملي ضمن فريق عمل وجهًا لوجه، أشعر بالامتنان والفخر لما نحققه كفريق من نجاح.

رافقتني المفوّضية معظم حياتي، وكان لها دور الأب والأم لسنوات طوال. لن أنسى أبداً كيف كان موظفو المفوّضية في الميدان اليد التي احتضنتني بعد فراري من سيراليون وغربتي عن عائلتي، والدعم الذي أمدّني بالأمل حين اعتقدتُ أنني فقدته للأبد.

على طول الطريق، كان هدفي ودافعي هو العمل لدعم حقوق اللاجئين والمساهمة في جعل العالم مكانًا أفضل لهم وللجميع. من هنا، من الإمارات العربية المتحدة، أنا أساعد بالطريقة الوحيدة التي يمكنني المساعدة بها – قطرة الماء اليوم، هي مُحيط الغد.

اليوم، يغمرني شعور جميل عند تأمّلي لما مررت به وما حققت حتى الآن، فالعمل مع المفوّضية كان حلماً رافقني لسنوات، والتي بدعمها ودعم الكثيرين من حولي أصبح حقيقة، وأنا الآن أسعى لمساعدة الآخرين ودعمهم لتحقيق أحلامهم.