منحة تعليمية من المفوضية تغير حياة لاجئ فلسطيني في العراق

أبريل 16, 2021

كان يوماً صيفياً حارّاً من شهر يونيو 2018 في بغداد، حين كان عبدالله عائداً من امتحانات الثانوية. عندما وصل إلى المنزل، شعر أن هناك أمراً ما. لقد تغيرت حياته منذ ذلك اليوم، ولن تعود كما كانت… لقد توفيّ جدّه.

لقد كان وقع الخبر مدمّراً على عبد الله، وتعذّر عليه إكمال تعليمه.

صورة جدّ عبد الله أثناء دراسته في جامعة القاهرة.

“لقد كان أكثر من جدّ بالنسبة لي، كان صديقاً ومرشداً ومصدر إلهام. كان قدوتي، وصِلتي الوحيدة الباقية مع وطني فلسطين.

كان يحدّثني كثير عن اً قصص أسفاره ومغامراته. لقد علّمني الكثير من الأشياء عن الحياة، وساعدني في أن أفهم نفسي. كان شجاعاً وودوداً واجتماعياً، لقد تعلّمت منه الكثير.

لقد علّمني بأن أحب وطني، وأن أحب المغامرة وتجربة أشياء جديدة… علّمني كيف أصبح شخصاً لا يعرف الخوف. كان يتمتع بشخصية ساحرة فعلاً، وعاش وعمل في غزّة ومصر وسوريا والأردن ولبنان والعراق. كان مهندساً زراعياً.” بهذه العبارات عبّر عبد الله عن حبه وتقديره لجدّه، وهو قد سمّي باسمه.

عبد الله هو لاجئ فلسطيني يعيش في بغداد مع اهله و4 من إخوته وأخواته. ونتيجة عمله الجاد وإصراره ودرجاته العالية في الثانوية، تمّت مكافأته بمنحة من برنامج “مبادرة آلبرت آينشتاين الأكاديمية الألمانية للاجئين” DAFI في المفوضية.

يواظب عبد الله على الدراسة رغم صعوبات الإقفال، ويبذل قصارى جهده للتركيز على مواده التعليمية. ما يفتقده فقط هو الجانب التطبيقي ، وهو يأمل بان يعود بشكل كامل خلال السنة الدراسية القادمة.

يقدّم برنامج منح “مبادرة آلبرت آينشتاين الأكاديمية الألمانية للاجئين” DAFI للطلاب اللاجئين المؤهلين إمكانية الحصول على شهادة جامعية في بلد لجوئهم. ومن خلال الدعم الخاص الذي توفره حكومات ألمانيا والدنمارك وجمهورية التشيك ومن المفوضية والمانحين من القطاع الخاص، فقد وفر البرنامج الدعم لأكثر من 18,000 من الشباب اللاجئين في الانخراط في التعليم العالي منذ عام 1992.

وقد أُطلِق برنامج DAFI في جمهورية العراق في بغداد لأول مرة في عام 2019 بدعم وتنسيق حثيث مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والجامعات ذات الصلة. وقد استفاد من البرنامج 10 طلاب فلسطينيين لاجئين، ومنهم عبد الله. ويغطّي هذا البرنامج التكاليف الدراسية السنوية للجامعات، بالإضافة إلى مخصّصات شهرية لمساعدة الطلّاب على تكاليف المعيشة الأساسية.

وقد أتاحت هذه المنحة الفرصة لعبد الله دراسة الطبّ، وهو ما كان يرغب بدراسته دوماً، وهو يدرس حلياً تقنيات التخدير (البنج). وفي خلال سنتين، سيكون جاهزاً لمساعدة الأطباء في غرف العمليات في البنج والجراحة والإنعاش… تماماً كما أراد له جدّه.

بسبب إجراءات الإقفال الناتجة عن تفشّي وباء كوفيد-19، بدأ عبد الله تعلّم عزف الغيتار خلال أوقات فراغه. وكذلك، استطاع استثمار وقته في القراءة والمزيد من الدراسة في الطبّ وتقنيات التخدير.

يقرأ عبد الله كثيراً عن الوباء من خلال دخوله إلى مواقع منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة وغيرها من الواقع. وقد ساعد في نشر التوعية في صفوف أصدقائه وجيرانه وأقربائه. يحبّ أفلام الخيال العلمي والدراما، وعندما يكون لديه وقت فراغ، فإن إحدى هواياته المحبّبة هي القراءة. يحبّ قراءة الشعر، وخصوصاً تلك من تأليف الشاعر الفلسطيني محمود درويش.

يشتاق عبد الله للنزهات برفقة أصدقائه، لكنه يحرص على التواصل معهم عبر اللقاءات الافتراضية. وعن هذا الموضوع، يقول لنا عبد الله وهو يضحك: “إحدى إيجابيات الإقفال، هي أن بات لدينا المزيد من الوقت للاستثمار في تطوير أنفسنا؛ مثل تعلّم اللغة الإنجليزية، وبرامج صناعة الفيديو. كما أنني أصبحت خبيراً في أدوات التواصل مثل مايكروسوفت تيمز و زووم.”

يشتاق عبد الله للأيام السابقة لوباء كورونا، حين كان بإمكانه اللقاء بأصدقائه وزملائه، والذهاب إلى المختبر وإلى المستشفيات بهدف التدريب التطبيقي.

لعبد الله الكثير من الأمل للمستقبل، وهو شديد الحماسة للتخرّج كي يتمكّن من مساعدة المحتاجين وتطبيق حالة من الفنّ المعرفي في المجال الطبّي.